رسالة إلى الخيرين من الأطباء والممرضين،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

نص الرسالة

صفحة 7 - الجزء 1

  لأن الغرماء يوم القيامة ألداء، فاحذر رحمك الله ظلم العباد، واعلم أن الله سبحانه وتعالى حَمَّلك مسؤولية بالغة قال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ}⁣[البقرة: ١٨٨]، وقد علمت عاقبة تلك الأمم التي أكلت أموال الناس ظلماً وعدواناً كيف أنزل الله بهم نقمته وعذابه، وكانت عاقبتهم إلى جهنم وبئس المصير.

  تتبَّع ما أوحى الله إلى سيد البشرية ÷ في قوم نبي الله شعيب #، وكيف كانت عاقبتهم، وكل ذلك من أجل بخس الناس أموالهم وأكلها بالباطل؛ لأنه لا يخفى على الله شيء في الأرض ولا في السماء.

  فليعمل كل طبيب وصيدلاني ما شاء، قال الله تعالى مهدداً لظلمة الخلق: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢٠}⁣[فصلت]، بعض الأطباء يحسب الغدر والخيانة ذكاءً وكياسة، وذلك عندما يوهم المريض أنه محتاج لبعض الفحوصات والأشائع وهو يعلم أنه ليس بحاجة لها أو لبعضها، وهل هذا إلا محض أكل أموال الناس بالباطل، وبعض الأطباء يوظفه بعض التجار في مستشفى أو في صيدلية بشرط أن يتماشى على رغبة ذلك التاجر في بيع كميات من الأدوية، وإجراء بعض الفحوصات، ولو كان المريض بغير حاجة إلى تلك الأدوية وتلك الفحوصات؛ فلقد والله باع دينه