مرضاة الرحمن في شهر التوبة والمغفرة،

فارع حسين شرياف (معاصر)

[مقدمة]

صفحة 5 - الجزء 1

  صلاتنا وصيامنا الوجه الأكمل مع أن الله يقول: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ١٧}⁣[محمد]، وفي الرواية عن الإمام زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن علي $: قال: (لما كان أول ليلة من شهر رمضان قام رسول الله ÷ فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا أيها الناس إن الله قد كفاكم عدوكم من الجن ووعدكم الإجابة وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠]، ألا وقد وكل الله بكل شيطان مريد سبعة أملاك وليس بمحلول حتى ينقضي شهر رمضان، وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه إلى آخر ليلة، ألا وإن الدعاء متقبل، فلما كان أول ليلة من العشر الأواخر شمّر وشدّ المئزر وبرز من بيته واعتكف العشر الأواخر وأحيا الليل كله وكان ÷ يغتسل بين العشاءين».

  أخي المؤمن: إذا عرفت ذلك فاعلم أن هذا الشهر شهر عظمه الله ولو يعلم العباد فضله وفوائده حق العلم لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان، فيه كل الخير أوله وآخره، أخي المؤمن: الصوم يذلل النفس ويكسرها بانكسار شهوة البطن والفرج بمجرد الاقتناع عن الأكل فيعرف العبد ذله وحقارته ويعرف الله جل في علاه فيكسبه ذلك الخوف من الله والخشية، والخشوع لله والذلة، ويمنعه الكبر والاستطالة، ويلزمه السكينة والوقار فاحمد الله أخي المؤمن ولا تضيع هذا الفضل العظيم ولا تتركه يذهب سدى، ونسأل الله الإ عانة والتوفيق والسلوك لأوضح طريق.