مرضاة الرحمن في شهر التوبة والمغفرة،

فارع حسين شرياف (معاصر)

[مقدمة]

صفحة 3 - الجزء 1

  

[مقدمة]

  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى نبينا محمد وآله وسلم وبعد:

  أيها المؤمن الكريم، اعلم أن هذا الشهر شهر رمضان، شهر كرامة الله على سائر الشهور، لياليه أفضل الليالي، وأيامه أفضل الأيام، وساعاته أفضل الساعات، دعاك الله فيه إلى عبادته، وجعلك فيه من أهل كرامته، نفسك فيه تسبيح، ونومك فيه عبادة، وعملك فيه مقبول، ودعاؤك فيه مستجاب، فأقبل إلى ربك بنية صادقة وقلب طاهر، واسأله أن ينور قلبك للنظر في هذا الكون ويعينك على التدبر لآيات هذه المخلوقات التي خلقها الله من أجلك، لكي تعرف الله وتنزه الله وتقدس الله، فإن معرفة الله أول الواجبات عليك، وتماماً كما روي أنه جاء رجل إلى رسول الله ÷ فقال: «يا رسول الله علمني من غرائب العلم، قال: وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ قال: وما رأس العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله تعالى حق معرفته، قال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه وأن تعرفه إلهاً واحداً أولاً وآخراً ظاهراً وباطناً لا كفؤ له ولا مثل» والطريق إلى معرفة الله هي النظر ساعاتٍ وأياماً في هذا الكون وما أودع الله فيه من مخلوقات، وبين فيه من الآيات، سيما في هذا