[الزيدية في علم رجال الحديث]
  $ بهذا الإرسال ووجهه ارتفاع طبقة أوائلهم وكثرت روايتهم عن أهلهم أهل الديانة والشيم، ثُمَّ من اقتدى بهم تبعهم في ذلك، والخير يتناقص والشر يتزايد واختلط المعروف بالإنكار فلم يتميز ذا من ذاك فلم يبق لطالب الحق إلاَّ النظر في الأسانيد وأمارات الصدق حتى يظنه، ومن لم يعرف عين الرواة ولا صفاتهم فلا طريق له إلى ذلك كيف الصَّحيح من السقيم. وذكر أيضاً معناه في العلم الشامخ حيث قال: إنَّما يقتطفون (يعني أهل البيت $)(١) من كتب الحديث ما يثقون به لقلة الرواية في كتبهم الأصلية، وأما المتأخرون فقد أخذوا من سنن أبي داود ونحوها ووضعوا لهم كالشفاء وأصول الأحكام بغير إسناد بل مراسيل في الظاهر ولا يقدر أحدهم على إسنادها اللّهم إلاَّ إلى أصولها من كتب المحدثين، لكن الدعوة أنها متصلة بغير حاجة إلى المحدثين، والحقيقة خلاف ذلك، والمسند كما في كتابي الهادي وكتاب أحمد بن عيسى وكتاب محمد بن منصور وشرح التجريد ونحوها، ولا يقدرون على معرفة رجالهم إلاَّ من جهة المحدثين؛ لأنَّه ليس لهم وضع في الجرح والتعديل، انتهى.
  قال في الروض الباسم: وها هنا لطيفة وهي: أن أصحابنا يقبلون مرسلات الحنفية، والحنفية يقبلون المجهول فقد دخل على أصحابنا
(١) ما بين القوسين يحتمل أنَّه حاشية.