محاسن الأنظار فيما قيل في الإسنادات والأخبار،

الحسن بن يحيى القاسمي (المتوفى: 1343 هـ)

[أهمية رواية الشيعة في الحديث]

صفحة 51 - الجزء 1

  رجح لديكم تأمرون إلينا لننظر في حديثه وروايته فإن وجدناه ممن يقبل حديثه أجبنا عليكم ووصلتم لسماعة، وإن وجدناه قد استند إلى أعداء أهل البيت فلا فائدة في الاشتغال به. انتهى.

  قال في الروض الباسم ما معناه: واعلم أن كل من تصدى للنظر في صحيح المذاهب وسقيمها ومعوج الأقوال ومستقيمها فلا غنى له عن الاحتراز عن خمس آفات:

  الآفة الأولة: انتقاصه لمن وضع ذلك الكلام واعتقاده أنَّه لا يمكن أن يختص بمعرفة الصواب، وهذه الآفة لا تمكن من قلوب العارفين؛ لأنهم يعرفون الرجال بالحق ولا يعرفون الحق بالرجال كما روي عن أمير المؤمنين، وقالت الحكماء: لا تنظر إلى من قال، ولكن انظر إلى ما قال، وقد شرع اللّه الإنصاف للعالمين، فقال في حق من يعلم عدمه للبراهين: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ١١١} وفي حق من يعلم أنَّه من الضالين {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٢٤}.

  الآفة الثانية: اعتقاد الناظر لقصور نفسه ومجاوزته للحد في استصغار قدره بحيث إذا سمع البرهان الصَّحيح الذي يقضي به عقله ويضطر إلى معرفته قلبه جوز أنَّه إنَّما استحسنه لقلة علمه وضعف فهمه واعتقد أنَّه لو كان أمامه المقلِّد حياً لأجابه وهذا خلل عظيم يختص بالمقلدين، ولو تدبروا لعرفوا أن عقولهم لو كان قد انتهت في عدم التمييز إلى هذه الغاية لسقط عنهم التكليف ولم يجب