[أهمية رواية الشيعة في الحديث]
  مفرطاً في جنبة الرد فيحتاج صاحب هذه الآفة إلى صفاء الذهن وصحة الفهم وكمال الإنصاف والخلوص عن شائبة الهوى والعصبية، فإن هذه الأوصاف هي باب العلم وأسباب الخير.
  الآفة الخامسة: القطع بصحة ما ينظر فيه أو بفساده ولا خلاف أن من قَطَعَ بصحة أمر أو فساده لم يمكنه النظر فيه، وأصل هذه الآفة أن يكون قد رسخ في نفسك بطلان أمر أو قبحه، وأنت لم تحط خبراً بمعرفة أدلة من يعتقد صحته وحسنه فحين تراه في الكتاب مصححاً مستحسناً وهو عندك ظاهر البطلان واضح القبح لا تصيره كما هو عادة البشر. قال الخضر لموسى صلى اللّه عليهما وسلم: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ٦٧ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ٦٨} هذا وأوصيك أيها الناظر بكثرة الدعاء إلى اللّه والالتجاء إليه في الأوقات الفاضلة وعند رقة القلب أن يفتح عليك أبواب الفهم ويهديك إلى مناهج الحق، ثُمَّ بكثرة مراجعة العلماء الفضلاء أهل التواضع والإنصاف دون غيرهم، ثُمَّ بتكرار النظر في الفينة بعد الفينة، وإياك إذا عميت عليك مسالك الفهم أن تضرب عن النظر صفحاً فإن النظر يصفو بعد التكدر ويبسط بعد السئامة فمتى أحسست فهمك قد كل، وحده قد أفتل فلا تعاود النظر في المسألة وأرح خاطرك وفرح قلبك حتى تجد النشاط قد عاد إليك والفهم قد تاب إليك، وإياك أن تضجر متى قطعت بصحة أمر، ثُمَّ بان لك فساده فلن يصيب الرامي حتى يخطئ. انتهى. اللّهم صلي