[وقوع الكذب في الحديث]
  والأحاديث إلى أيدي الديانين الذي لا يستحلون الكذب فنقلوها ورووها وهم يظنون أنها حق ولو علموا أنها باطل لما رووها ولا يدينوا بها ... إلى أن قال فيها: وولي عبد الملك بن مروان واشتد على الشيعة وولي عليهم الحجاج فتقرب إليه أهل النسك والصلاح والدين ببغض علي # وموالاة أعدائه وموالاة من يدعي من الناس أنهم أيضاً أعداؤه، فأكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم ... إلى أن قال فيها: وقال ابن أبي الحديد: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر، وقال: إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقرباً إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم، انتهى.
  قال المتوكل على اللّه أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة: وقد روي عن بعض الملحدين أن السلطان أمر بقتله، فقال: افعلوا ما شئتم فقد حللت عليكم الحرام وحرمت عليكم الحلال ودسست في مذهبكم أربعة آلاف حديث، انتهى.
  وفي تنقيح الأنظار وقد روى العقيلي بسنده إلى حماد بن زيد، قال: وضعت الزنادقة على رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أربعة عشر ألف حديث ... إلى أن قال: وضرب امتحنوا بأولادهم أو وراقين لهم فوضعوا أحاديث ودسوها عليهم فحدثوا بها من غير أن يشعروا كعبد اللّه بن محمد بن ربيعة بن قدامة ...