ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

تصدير

صفحة 12 - الجزء 1

  ٤ - ومن كلامه في التحريض على القتال لما أغار سفيان الأسدي عن الأنبار، قتل عامله عليها:

  حمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله ثم قال: أما بعد: فان الجهاد باب من ابواب الجنة فمن تركه رغبة عنه⁣(⁣١) ألبسه الله الذل، وسيماء⁣(⁣٢) الخسف⁣(⁣٣) وديث بالصغار⁣(⁣٤) وقد دعوتكم إلى حرب هؤلاء القوم ليلا ونهاراً، وسرا وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم من قبل أن يغزوكم، فو الذي نفسي بيده ما غزى قوم قط في عقر⁣(⁣٥) دارهم إلا ذلوا؛ فتخاذلتم وتواكلتم، وثقل عليكم قولي، واتخذتموه وراءكم طهريا حتى شنت عليكم الغارات⁣(⁣٦).

  هذا أخو غامد قد بلغت خيله الأنبار، وقتل حسان البكري، وأزال خيلكم عن مسالحها⁣(⁣٧) وقتل منكم رجالا صالحين. وقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة، والأخرى المعاهدة، فينزع حجلها وقلبها ورعاثها⁣(⁣٨)، ثم انصرفوا موفورين⁣(⁣٩)، ما نال رجلا منهم كلم⁣(⁣١٠) ولا أريق لهم دم. فلو أن رجلا مسلما مات من دون هذا أسفاً ما كان عندي فيه ملوما، بل كان به عندي جديرا. يا عجباً كل العجب! عجب يميت القلب، ويشغل الفهم، ويكثر الأحزان، من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم، وفشلكم عن


(١) رغب (كفرح) فيه أراده وعنه كرهه وليه ابتهل، ورغب (ككرم) اشتد نهمه.

(٢) علامة.

(٣) الذل.

(٤) ديث: وصم، والصغار الذل.

(٥) عقر: وسط.

(٦) قال المبرد: قوله شئت عليكم الغارات يقول صبت. يقال شننت الماء وكذلك فسرها صاحب القاموس المحيط.

(٧) جمع مسلحة وهي الثغر حيث يخشى طروق العدو.

(٨) الحجل: الخلخال، القلب: السوار الرعات جمع رعثة وهي القرط.

(٩) تامين لم ينقص منهم أحد.

(١٠) جرح.