ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

تصدير

صفحة 13 - الجزء 1

  حقكم حتى أصبحتم غرضا ترمون ولا ترمون، ويغار عليكم ولا تغيرون، ويعصى الله فيكم وترضون، إذا قلت اغزوهم في الشتاء قلتم هذا أوان قروصر⁣(⁣١) وإن قلت لكم اغزوهم في الصيف قلتم هذه حمارة⁣(⁣٢) القيظ. أنظرنا ينصرم الحر عنا، فاذا كنتم من الحر والبرد تفرون، فأنتم والله من السيف أفر، يا أشباه الرجال ولا رجال، ويا طغام⁣(⁣٣) الأحلام، ويا عقول ربات الحجال⁣(⁣٤) والله لقد أفسدتم على رأيي بالعصيان، ولقد ملأتم جوفي غيظاً حتى قالت قريش: ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا رأي له في الحرب لله درهم⁣(⁣٥) ومن ذا يكون أعلم به مني وأشد لها مراساً، فو الله لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ولقد نيفت اليوم على الستين، لكن لا رأي لمن لا يطاع (يقولها ثلاثاً) فقام إليه رجل ومعه أخوه، فقال يا أمير المؤمنين: أنا وأخي هذا كما قال تعالى: {رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي} فمرنا بأمرك، فوالله لننتهين إليه ولو حال دونه جمر الغضى وشوك القتاد، فدعا لهما بخير، ثم قال لهما وأين تقعان مما أريد.

  ٥ - وهذه هي خطبته المشهورة المسماة: الخطبة الشقشقية:

  أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة، وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل، ولا يرقى إلى الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا، وطفقت رتثي به بين أن أصول بيد جذاء⁣(⁣٦) أو أصبر على


(١) القر بالضم: ويوم فر بالفتح وليلة قرة كذلك باردة والقرة بالكسر البدر والرجل مقرور. والصر الريح الشديد كالصرصر.

(٢) حمارة القيظ شدته ومثلها صبارة الشتاء.

(٣) الطغام: السفلة من الناس والواحد طغامة.

(٤) الحجال جمع حجلة وهي الستر أي ذوات الخدور كناية عن النساء أو جمع حجل بكسر فسكون وهو الخلخال.

(٥) الدر: النفس، واللبن، العمل، والمراد من نسبة الدر إلى الله بأحد هذه المعاني هو تعظيمه لأن الشيء إذا نسب إلى العظيم كان عظيما.

(٦) اليد الجذاء المقطوعة.