ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

قافية الباء

صفحة 35 - الجزء 1

  (٢٦)

  وقال الإمام مخاطباً ولده الحسن ¥ وذلك من بحر الطويل:

  تردَّ رداءَ الصبرِ عند النوائبِ ... تَنَلْ من جميلِ الصبر حُسْنَ العواقبِ

  وكُنْ صاحباً للحلم في كل مشهدٍ ... فما الحلمُ إلاَّ خيرُ خِدْنٍ⁣(⁣١) وصاحبِ

  وكُنْ حافظاً عهد الصديق وراعياً ... تذق من كمال الحفظ صَفْو المَشَاربِ

  وكُنْ شاكراً لله في كلِّ نعمةٍ ... يُثِبْك على النعمى جزيلَ المواهبِ

  وما المرء إلا حيث يجعلُ نفْسَهُ ... فكن طالباً في الناس أَعلى المراتبِ

  وكُنْ طالباً للرزق من باب حِلَّةٍ ... يُضاعَفْ عليك الرزق من كل جانب

  وصُن منك ماءَ الوجه لا تبذِلنَّهُ ... ولا تسأل الأرذال⁣(⁣٢) فضل الرغائب

  وكن موجباً حَقَّ الصديق إذا أتى ... اليك ببِرٍّ صادقٍ منك واجبِ

  وكُنْ حافظاً للوالدين وناصراً ... لجاركَ ذي التقوى وأهْلِ التقارُبِ

  (٢٧)

  وقال الإِمام في الدهر من بحر البسيط:

  الدهرُ يخنق أحياناً قلادتَهُ ... عليك لا تضطرب فيه ولا تَثِبِ

  حتى يفرِّجها في حال مدَّتها ... فقد يزيدُ اختناقاً كلَّ مضطرب

  فليرجعنَّ إليك رزقُك كلَّه ... لو كان أبعد من مقام الكوكب

  (٢٨)

  وقال الإمام في عزة النفس من بحر الكامل:

  لا تطلُبنَّ معيشةً بمذلةٍ ... واربأ بنفسك عن دنيِّ المطلَب

  واذا افتقرتَ فداوِ فقرَك بالغنى ... عن كل ذي دنِسٍ كجِلْدِ الأجرب


(١) الخدن: الصاحب.

(٢) الأرذال: هم رعاع القوم وغوغاؤهم.