ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

قافية الباء

صفحة 38 - الجزء 1

  (٣٧)

  وقال الإِمام من بحر البسيط:

  إني أَقول لنفسي وهي ضيقةٌ ... وقد أناخ عليها الدهر بالعجبِ

  صبراً على شدة الأيام أنَّ لها ... عُقبى وما الصبر إلا عند ذي الحسبِ

  سيفتح الله عن قُرْبٍ بنافعةٍ ... فيها لمثلكَ راحاتٌ من التعبِ

  (٣٨)

  وقال الإمام في فضل السكوت من المنسرح:

  أَدبت نفسي فما وجدت لها ... بغير تقوى الإله من أدبِِ

  في كل حالاتها وإن قَصُرتْ ... أَفضَل من صمتها على الكُرَبِِ

  وغيبةُ الناس إنَّ غَيْبتَهم ... حرَّمها ذو الجلال في الكُتُبِِ

  إن كان من فضة كلامك يا نف ... س فإن السكوت من ذهبِِ⁣(⁣١)

  (٣٩)

  وقال الإمام لبنيه: يا بني إياك ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من ضربين: عاقل يمكر بكم، أو جاهل يعجل عليكم، والكلام أنثى والجواب ذكر، فإذا اجتمع الزوجان فلا بد من النتاج ثم قال من بحر الوافر:

  سليم العِرْضِ مَنْ حَذِرَ الجوابا ... ومن دارى الرجالَ فقد أَصابا

  ومن هابَ الرجالَ تهيَّبُوه ... ومن يُهِنِ الرجالَ فلن يُهابا

  (٤٠)

  وقال الإِمام من الوافر:

  وذي سفهٍ يواجهني بجهلٍ ... وأكره أَن أَكون له مجيبا

  يزيد سفاهةً وأزيد حلماً ... كعُودٍ زاد بالإِحراق طيبا


(١) وفي معناه الحمة المأثورة: إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.