ديوان الإمام علي،

خفاجي (المتوفى: 1427 هـ)

قافية الدال

صفحة 58 - الجزء 1

  (٨٤)

  ولما سام الخوارج الإمام علي ان يقر بالكفر ويتوب حتى يسير الى الشام قال: أبعدَ صحبة رسول الله والتفقه في الدين أرجع كافراً؟ وقال من بحر الرجز:

  يا شاهد اللهِ عليَّ فاشهد ... أَني على دينِ النبيِّ احمدِ

  من شكَّ في الدين فاني مهتدِي ... يا ربِّ فاجعل في الجنانِ موردي

  (٨٥)

  ولما هاجر الإِمام من مكة الى المدينة ومعه الفواطم وادركه الطلب وهم ثمانية فوارس فشد عليهم بسيفه شدة ضيغم وقال من بحر الرجز:

  خَلوا سبيل المؤمنِ المجاهدِ ... آليت لا أَعبد غيرَ الواحدِ

  (٨٦)

  ورأى علي أمير المؤمنين رجلا يمشي ويخطر بيديه ويختال فقال من بحر السريع:

  يا مؤثر الدنيا على دينهِ ... والتائهَ الحيرانَ عنْ قصدهِ

  أصبحتَ ترجو الخلدَ فيها وقدْ ... أَبرز ناب الموتِ عن حدِّه

  هيهاتَ إن الموْتَ ذو أَسهمٍ ... من يَرْمِهِ يوماً بها يُرْدِهِ⁣(⁣١)

  لا يُصلحُ الواعظُ قلبَ امرئٍ ... لم يعزمِ اللهُ على رُشْدِه

  (٨٧)

  ويروى عن الإِمام من بحر السريع:

  نحن بنو الأرض وسكانها ... منها خُلقْنا وإليْها نعودْ

  والسعدُ لا يَبْقى لأصحابِهِ ... والنحسُ تمحوه ليالي السُعودْ


(١) أي يهلكه: من أرداه: أهلكه وقتله.