كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء

صفحة 124 - الجزء 1

  ظننت أنه لايسكت، فقلت: ألا تسكت؟ ثم سكت، فقال⁣(⁣١): بأبي وأمي حدثني وأنا رَدِيْفَه فبينما⁣(⁣٢) نحن نسير إذ رفع بصره⁣(⁣٣) إلى السماء، فقال: «الحمدلله الذي يقضي في خلقه ما أَحَبَّ». فقال: «يامعاذ». قلت: لبيك يا رسول الله سيد المؤمنين. قال: «يامعاذ» قلت: لبيك يا رسول الله إمام الخير ونبي الرحمة. قال: «أحدثك حديثاً ماحدث به نبي أمته، إن حفظته نفعك عيشك، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله». ثم قال: «إن الله جل وعلا خلق سبعة أملاك قبل أن يخلق السماوات، لكل سماء ملك، قد⁣(⁣٤) جللها بعظمها وجعل على كل باب سماء منها ملكاً منهم بواباً.

  فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسي، ثم ترفع الحفظة عمل العبد، له نور كنور الشمس، حتى إذا بلغ إلى سماء الدنيا فتزكيه وتُكَثِّره، فيقول [الملك البواب]: قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه [وقل: لاغفر الله له]، فإنه أراد بهذا العمل عَرَض الدنيا، لا أدع عمله يجاوزني، أنا ملك صاحب الغِيْبَة، من اغتاب لم أدع عمله


(١) في (أ): قال.

(٢) في (ش): فبينا.

(٣) في (ش): رأسه.

(٤) هكذا في (ب)، وفي (أ): فقد.