كتاب الذكر،

محمد بن منصور المرادي (المتوفى: 290 هـ)

(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء

صفحة 125 - الجزء 1

  يجاوزني إلى غيري، أمرني ربي بذلك.

  ثم يجيء من الغد ومعه عمل صالح، فيمر به ويزكيه ويكثره، حتى يبلغ به الملك إلى السماء الثانية، فيقول: قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، فإنه أراد بهذا العمل عَرَض الدنيا، لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري، أمرني ربي بذلك.

  قال: ثم يصعد بعمل العبد مبتهجاً بصدقته وصلاته، فتُعْجَب به الحفظة، فيجاوزهم إلى السماء الثالثة، فيقول الملك: قف، فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وظهره، [وقل: لاغفر الله لك]، أنا ملك صاحب الكِبْر، إنه عمل فتكبر⁣(⁣١) على الناس في مجالسهم، أمرني ربي ألا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.

  قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد يُزْهِر كما يزهر النجم الدُّريّ في السماء، له دَوِيّ بالتسبيح وبصوم وبحج؛ فيمر به إلى ملك صاحب السماء الرابعة، فيقول: قف، واضرب بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه، أنا ملك صاحب العُجْب بالنفس، إنه عمِل وأدخل معه العُجْب، أمرني ربي أن لا أدع عمله يجاوزني إلى غيري.

  قال: وتصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوف إلى أهله⁣(⁣٢)،


(١) في (أ) و (ج): عمل فيها.

(٢) في (أ): كالعروس المزفوفة إلى بعلها.