(4) باب الإخلاص والتحذير من الرياء
  عن عبادة بن الصامت: أن رجلا سأله، قال: أرأيت رجلا يأخذ سيفه ثم يضعه على عاتقه ثم يضرب به أهل الكفر، فيضرب به حتى يَتَقَطَّع يبتغي بذلك وجه الله(١) ومَحْمَدَة الناس ماذا له؟ قال: لاشيء له! قال: فلعلَّك لم تفهم. قال: فأعِدْ فأسمع(٢). فأعاد عليه ثلاث مرات، كل ذلك يقول: لاشيء له. قال: وَلِمَ ياعبادة؟! قال: أما إنك لو سألتني أول مرة لأنبأتك، إن ربك تبارك وتعالى قال: يا ابن آدم، أنا خير شريك، من شارك بعمله لشيء مما خلقت أَدَعُه له كله، مايَخْلُص إليَّ إلا ما أُخْلِصَ لِي، ثم قال: ألم تر إلى ربك يقول: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}[الكهف: ١١٠]؟
  ١٣٤ - حدثناسفيان بن وكيع، عن عبدالوهاب [بن عبدالمجيد]، عن أيوب [السّخْتِيَاني]، عن أبي قِلابة، عن حميد بن هلال [بن هبيرة].
  عن عبادة بن قرص(٣)، قال: إنكم لتأتون أموراً هن أدق في أعينكم
= تهذيب الكمال ١٤/ ١٨٣ - ١٨٥، ١٢/ ٤١٨ - ٤٢٥.
(١) في (أ): أبتغي بذلك وجه الله.
(٢) في (ج): وأسمع.
(٣) ويقال: ابن قرط الليثي صحابي قتلته الخوارج سنة (٤١ هـ). انظر: الإصابة ٢/ ٢٦١، ثقات ابن حبان ٣/ ٣٠٣، الجرح والتعديل ٦/ ٩٥.