صحيفة الإمام الرضا (ع)،

علي بن موسى الرضا (المتوفى: 203 هـ)

الباب التاسع في فضل الغزو والجهاد

صفحة 92 - الجزء 1

  يعبدون⁣(⁣١) الله تعالى ألف سنة، كل سنة ثلاثمائة وستون يوما، واليوم⁣(⁣٢) مثل عمر الدنيا.

  فإذا⁣(⁣٣) صاروا بحضرة عدوهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إياهم، فإذا برزوا لعدوهم وأشرعت الأسنة، وفوقت السهام، وتقدم الرجل إلى الرجل، حفتهم الملائكة بأجنحتها، ويدعون الله تعالى⁣(⁣٤) لهم بالنصر والتثبيت، وينادي مناد⁣(⁣٥): الجنة تحت ظلال السيوف، فتكون الضربة والطعنة على الشهيد أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، فإذا أزيل⁣(⁣٦) الشهيد عن فرسه بطعنة أو بضربة⁣(⁣٧)، لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله ø زوجته من الحور العين فتبشره بما أعد الله ø له من الكرامة، فإذا وصل إلى الأرض تقول له: مرحبا بالروح الطيبة التي أخرجت من البدن⁣(⁣٨) الطيب، أبشر فإن لك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ويقول الله ø: أنا خليفته في أهله، ومن أرضاهم فقد أرضاني، ومن أسخطهم فقد أسخطني.

  ويجعل الله روحه في حواصل طير خضر، تسرح في الجنة حيث تشاء، تأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم


(١) في (ب): يعبد.

(٢) في (ب): اليوم.

(٣) في (أ): وإذا.

(٤) سقط من (أ): الله تعالى.

(٥) في (أ): ونادى منادي.

(٦) في (أ): وإذا زل.

(٧) في (أ): ضربة.

(٨) في (أ): الطيب التي خرجت من الجسد.