التعازي،

محمد بن علي العلوي (المتوفى: 445 هـ)

كلام النبي ÷ عند موت ابنه إبراهيم [والقاسم، وابن ابنته]

صفحة 43 - الجزء 1

  [٩] وبالإسناد، عن جابر، قال: أخذ النبيّ ÷ بيد عبدالرحمن بن عوف، فأتى به النخل، فإذا بابنه إبراهيم في حجر أُمّه وهو يجود بنفسه، فأخذه رسول اللّه ÷ فوضعه في حجره، ثمّ قال: يا إبراهيم، إنّا لانغني عنك من اللّه شيئاً، ثمّ ذرفت عيناه.

  فقال عبدالرحمن: أتبكي، يا رسول اللّه؟! أ ولم تنه عن البكاء؟

  قال: لا، ولكن نهيت عن النوح، وعن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشقّ جيوب ورنّة شيطان. وهذه رحمة، ومن لا يَرحم لايُرحم.

  [١٠] وبالإسناد عن محمد بن الحسن بن أحمد الأسديّ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن عبيد بن يحيى بن سليم الرقّيّ، عن أبي مريم، عن أبي عبد الله #، قال: لمّا مات القاسم بن رسول اللّه ÷ [جاء رسول اللّه ÷] وهو متّكئ على زيد بن حارثة، فمرّ بأبي قبيس، فقال: لو أنّ ما بي بك يا جبل لهدّك.

  فصاح زيد: واقاسماه.

  فقال رسول اللّه ÷: ما هذا يا زيد؟