الرسالة المنقذة من الغواية في طرق الرواية،

أحمد بن سعد الدين المسوري (المتوفى: 1079 هـ)

(تناقض وتعجب ... !)

صفحة 15 - الجزء 1

  الخصوص، مما لا يمكن دفعه لفظاً ولا معنى، ولا سنداً ولا متناً، حتى إذا استنتجت منه فائدتها، وطلبت منه عائدتها بوجوب اتباعهم الذي هو مقتضاه في علم أو عمل - أنكر وبرطم، وَلَوى عنقه وَتجَهَّم، إن ذكرت عنده خلافتهم رآها نكراً، أو رأى من يتابعهم في مقالة أو مذهب عده مبتدعاً، أو سمع بقراءة في كتبهم ومؤلفاتهم اتخذها هزؤاً ولعباً. فما أدري ما أبقى لهم من معاني تلك الأدلة والنصوص، وأي فضل ترك لهم على الناس؛ إذ أوجب عليهم أن يكونوا تبعاً، والله قد جعلهم متبوعين، ومؤخّرين، والله قد جعلهم مقدمين. وأَجِلِ النظر فيما تجده من كتب كثير من محدثي العامَّة وفقهائها؛ فلا تلقاها إلا على هذا النهج، متى كان الباعث هو مجرد التأليف والتصنيف، وجمع الحديث والترصيف، - حسر اللِّثَام، وأبان الكلام، وما ترك باباً إلا قصده، ولا مسموعاً أو معقولاً إلا أورده؛ فإذا كان