الرد على الروافض من أهل الغلو،

القاسم بن إبراهيم الرسي (المتوفى: 246 هـ)

[صفة الإمام]

صفحة 564 - الجزء 1

  طرفة عين لجاز أن تخلو ألف عام!

  ويقال للروافض: أخبرونا عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم مشركون أو كفار أو مسلمون؟

  فإن زعمتم أنهم مسلمون. يقال: فقد أجمع أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وعليهم وسلم وعلماؤهم بأنكم على غير طريقة الإسلام.

  فإن زعموا بأنهم قد يعلمون الحق، ويجحدون حسدا منهم.

  يقال لهم: فنحن نرى منهم أنهم إذا استبان لهم من أحد منهم الفضل والزهد والعلم انقادوا له، وأقروا بفضله، ونزلوا عند حكمه، فكيف حسدوا صاحبكم، ولم يحسدوا ذاك؟! فلو كان الأمر على ما وصفتم أنه لا يمنعهم من الإقرار إلا الحسد لكانوا لا يقرون لأحد! وكل واحد منهم يجر إلى نفسه، ولا يقر بفضل صاحبه. ولكن كذبتم عليهم، لأنا قد رأينا قولهم يصدقه كتاب الله، وقولكم يكذبه كتاب الله، وهم أولى بالصدق منكم، ونحن نرى منهم من الزهد ما لا نرى من غيرهم، فهم أعرف بأهل بيتهم منكم، وهم أعرف بعضهم لبعض منك يا مدعي ما ادعيت بالباطل، وتريد أن نقبل باطلك بغير بيان ولا برهان، ونكذب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله!

  أليس ينبغي لصاحبكم أن يتبع رسول الله ÷، ويقتدي بفعله؟! إذ كان حجة كما زعمتم. وقد قال الله تبارك وتعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}⁣[الأحزاب: ٢١]. أو ليس ينبغي لصاحبكم أن يبدي نصيحته لأهل بيته قبل العوام، كما أمره الله تعالى فقال: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء: ٢١٤]. فجمع رسول الله ÷ أربعين رجلا من بني عبد المطلب، وعبد مناف، ورجالا من بني مخزوم فيهم أبو جهل بن هشام، والوليد بن المغيرة، وفي القوم أبو بكر، ومن بني أمية عثمان، وصخر بن حرب أبو سفيان فأنذرهم بعلم ما أوحي إليه وأخبرهم بما أوحى الله إليه