الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  وبرودة الصرد. ويزعمون أنه لا يجوز إدراك شيء من الأعراض فيجحدون المشاهدات وينكرون نعم الله سبحانه ويخرجون من دائرة أهل العقول فبئس مايفعلون.
  والثالثة عشر قولهم: أن إحالة [الإحالة] الأجسام فعل الله سبحانه ولكنه لم يفعلها الله في حال حدوثها ولا قبل حدوثها ولا بعد حدوثها فيصرون إلى ما لا يعقل و يناقضون من حيث لا يعلمون.
  والرابعة عشر قولهم: أن هذه الإحالة إرادة الله سبحانه ومراده والله لم يردها لا في حال حدوثها ولا قبل حدوثها ولا بعده فيقولون في ذلك ما ينكره كل عاقل.
  والخامسة عشر قولهم: أن كل فعل للعبد فهو صفة له واسم، فمن فعل الحركة اسم له وصفة وكذلك من فعل السكون اسمه السكون وهو صفة له. وكذلك إذا تكلم فكلامه اسم له وصفة فيذهبون في ذلك إلى مالا يظن العقلاء أن أحدا يبلغ به المجاهل إليه.
  فهذه خمس عشرة خصلة مضافة إلى العشر الخصال الأولى فصارت خمساً وعشرين خصلة كما تفردت به المطرفية ولم يقل بها أحد سواهم لا من أسلم ولا من كفر. فلهذا قلنا أنهم مخالفون لجميع البرية، ومعلوم أنهم لو لم يقولوا إلا بواحدة منها لصح وصفهم بالخلاف لجميع الخلق فكيف وقد جمعوا بينها وقالوا بما لم يقل به عاقل فيها، وليتهم اقتصروا عليها فقد كان فيها ما يكفيهم هلاكاً