الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  ولكنهم أضافوا إليها خمساً وأربعين خصلة من خصال الكفر والضلال فيها ثمان وعشرون خصلة لم يصير إليها مسلم ولاتمسك بها مؤمن بالله تعالى واليوم الآخر، منها عشر خصال من مقالات الطبعية الملحدة.
  الأولى: منها قولهم أن الأولاد تحصل بطبيعة النطف والأرحام فيكون بعض الأولاد ذكوراً لغلبة نطفة أبيه أو لسبقها على نطفة أمه أو لغلبة الحرارة على الوالدين لوقوع النطفة في قلب الذكور. وكذلك كون بعضهم أنثي بعكس هذه العلل لا لأجل اختيار خالق مختار يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور يجحدون خلق الله تعالى ويردون كتابه في مواضع كثيرة.
  والثانية قولهم: أن الزيادة والنقص إذا حصلا في الأولاد فذلك من اختلاف الموارد واعتراض العوارض ولم يحدث ذلك باختيار الله سبحانه فيجحدون خلق الله ويردون كتابه الوارد بذكر النقص في الأموال والأنفس والثمرات وبأنه يزيد في الخلق مايشاء.
  والثالثة قولهم: أن اختلاف الخلق في السواد والبياض والقصر والطول والحسن والشواهة لأجل اختلاف المواد والطباع و الأهوية والبلدان وليس ذلك باختيار الله الذي يفعل مايريد ويصور خلقه في الأرحام كيف يشاء.
  والرابعة قولهم: إنما اختلف الناس في الصحة والسقم فصح بعضهم وسقم البعض لأجل اختلاف الطبايع والمواد التي تحيل الأجسام لا لأجل اختيار الله سبحانه الذي يبتلى عباده بالشر والخير فيه.
  والخامسة قولهم: إنما اختلف الناس في الأعمار فطال عمر بعضهم وقصر عمر البعض الآخر لأجل اختلاف الطبايع والمواد وأن من مات قبل أن يبلغ مائة