الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 62 - الجزء 1

  وعشرين سنة فلم يمته الله سبحانه، بل مات بالعوارض وينكرون خلق الله سبحانه للموت والحياة ويردون قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ}⁣[الحج: ٥].

  والسادسة قولهم: أن الأمطار إنما تحصل من بخارات الأرض ورطوباتها التي تصعدها الرياح إلى الهواء ثم تعصرها فينزل المطر فيها لا لأجل أن الله يخص به من يشاء من خلقه وينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد.

  والسابعة قولهم: أن البرد إنما يحصل قبل رياح باردة تعترض الماء وتجمده في الهواء لا لأجل أن الله سبحانه ينزله على من يشاء ويصيب به من يشاء ويصرفه عمن يشاء فيجحدون خلق الله سبحانه ويذرون كنانه في ذلك كله.

  والثامنة قولهم: أن الثمار إنما تختلف، يتحصل بعضها عنباً وبعضها تيناً إلى غير ذلك لأجل طبايع الأشجار التي تخرجها مختلفة فلذلك اختلفت الثمار لا لأجل اختيار صانع حكيم يخرج من كل شجرة في كل وقت ما شاء من الثمار فيجحدون ويردون كتابه الوارد بذلك.

  التاسعة قولهم: أن الثمار إنما اختلفت في الزيادة والنقص والكثرة والقلة لأجل اختلاف البقاع والأزمنة والأمكنة لا من قبل اختيار صانع حكيم يفضل بعضها على بعض في الأكل.