الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 63 - الجزء 1

  العاشرة قولهم: أن الآفات التي يحصل بها هلاك الزرايع إنما تقع بعوارض عارضه وأجسام تحيلها لا من قبل اختيار صانع حكيم يبتلى بهذه النقائض من يشاء من خلقه ويأتيها أمره ليلاً أو نهاراً فيجعلها حصيداً كأن لم تغن بالأمس.

  فهذه عشر خصال وافقوا فيها الملحدة الطبعية وأخذوا قولهم وإن كان مخالفا لكافة المسلمين. ومنها أن بعضاً من مقالات المجوس والثنوية شاركتهم فيها المطرفية.

  الأولى قولهم: أن هذه الآلام والآفات النازلة بالأطفال والمؤمنين قبيحة لا تحسن على وجه من الوجوه ولا صلاح فيها لمن أصابته في الحال ولا في المال.

  والثانية قولهم: أن من صدرت عنه هذه الآفات فإنها صدرت عنه من غير قصد منه إليها ولا اختيار لفعلها، يصفون فاعلها بالحبط الذي تصفه الثنوية بأنه الظلمة التي جعلوا الشر منها حبطاً وطباعاً.

  والثالثة قولهم: أن الله تعالى قد يريد وقوع شيء من أفعاله على وجه الصلاح فيعترض عارض فيمنع من نفوذ مراده نحو أن يريد خلق الولد إما ذكراً أو أنثى فيعترض عارض فيحصل خنثى. ولاشك أن ذلك قول بجواز الغلبة على الله سبحانه والقهر له والعجز عن نفوذ مراده. وطريقة المجوس تجويز العجز على الله سبحانه، فقد شاركوا المجوس في ذلك وأخرجوا الله تعالى عن كونه قادراً