الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 64 - الجزء 1

  على فعل [ما يريد].

  والرابعة قولهم: أن الله سبحانه يفعل كثيراً من أفعاله من غير قصد ولا اعتماد، ولاشك أن ذلك قول بجواز الخطأ على الله تعالى والمخطئ لا يكون إلا جاهلاً بما يفعله، فأخرجوا الله تعالى عن كونه عالماً وهي طريقة المجوس أيضاً لأنهم يجوزون الشك على الله تعالى عن ذلك علواً كبيراً. فهذه أربع خصال طابقوا فيها المجوس والثنوية.

  ومنها سبع خصال وافقوا عليها اليهود وتمسكوا بها من طرايقهم.

  فالأولى قولهم: أن الله تعالى لم ينزل شيء على بشر كتابا من السماء بل يزعمون أن كتب الله صفة ضرورية لقلب الملك الأعلى لا يفارقه. فجحدوا كتب الله تعالى وآياته وذلك قول فرقة من اليهود. وقد حكى الله تعالى كلامهم بقوله: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ}⁣[الأنعام: ٩١].

  والثانية قولهم: أن دينهم الذي تبعوا فيه أهواءهم واقتفوا فيه آباءهم هو من عند الله وهو دين الله الذي رضيه لعباده كما حكى الله سبحانه ذلك عن اليهود بقوله: {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٨}⁣[آل عمران: ٧٨].

  والثالثة: اتخاذهم لمشايخهم أرباباً من دون الله يضعونهم في كل مذهب خالف القرآن و نافى السنة والإجماع كما حكى الله تعالى ذلك عن اليهود بقوله: {اتَّخَذُوا