الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال

صفحة 65 - الجزء 1

  أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣١].

  والرابعة: أنهم يأمرون بعضهم بالتدخل فيمن خالفهم يوهمونهم أنهم منهم ثم ينكصون بعد ذلك على أعقابهم راجعين كما كانوا عليه ليوهموا الناس أنهم مارجعوا عن باطل كما كانت اليهود تقول بعضهم لبعض ما حكاه الله عنهم بقوله: {آمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٧٢}⁣[آل عمران: ٧٢].

  والخامسة: أنهم يحبون ارتداد الناس عن الإسلام الذي هو مذهبنا ومذهب آبائنا $ إلى مذهب مطرف الذي ما أنزل الله به من سلطان كما حكى الله ذلك سبحانه عن اليهود بقوله: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ}⁣[البقرة: ١٠٩].

  والسادسة: أنهم يرون قتل من يأمر بالمعروف الذي تركوه أو ينهاهم عن المنكر الذي ابتدعوه في مذهبهم ويحرصون في ذلك أشد الحرص كما حكى الله بقوله: {وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١}⁣[آل عمران: ٢١].

  والسابعة: أنهم يحتالون لتناول أموال الناس بالتلبيس ويصدون عباد الله عن الدين الذي هو مذهبنا ومذهب آبائنا $ كما حكى الله تعالى هذه السيرة عن اليهود بقوله: {إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٣٤].