الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  عنه تعالى وليس من فعله بل هو من فعل العباد. ولكنهم قد أخطأوا في نفي أفعاله عنه نحو المرض والموت وذهاب الزرايع بالبرد وغير ذلك لأنهم نفوا عنه ما هو فعله تعالى فلهذا قلنا إنهم أصابوا في بعض قولهم و أخطأوا في بعضه.
  وذهبت المجبرة القدرية إلى إضافة جميع ذلك إلى الله سبحانه. وقالوا إن جميع ما يحصل في أبدان الخلق من ألم الحمى والرعدة أو بضرب وطعن وغير ذلك فجميعه فعل الله سبحانه لا فاعل له غيره ولا موجد له سواه. فجمعوا بين أفعال الله سبحانه وأفعال الخلق قاطبة، فأضافوها إلى الله سبحانه وذلك معروف من مذهبهم. فأصابوا في بعض قولهم هذا و أخطأوا في بعضه لأنهم أصابوا في إضافة أفعال الله سبحانه إليه، و أخطأوا بإضافة أفعال خلقه إليه تعالى عن ذلك علوا كبيراً. فصارت مقالتهم ممزوجة من خطأ وصواب.
  وذهبت الأئمة من أهل البيت $ وسائر العلماء من أهل العدل إلى طريقة وسطى بين الفريقين، وأضافوا إلى الله سبحانه فعله من ذلك وهو مالا يدخل تحت اختيار العباد على وجه من الوجوه، ونفوا ذلك عن العباد. ونفوا عنه سبحانه أفعال العباد، ولذلك سموا أهل العدل وذلك معروف من مذهبهم، فأخذوا الصواب من كل فرقة وتركوا الخطأ من قولها.
  وجاءت المطرفية الجهال بمذهب لم يقل به أحد من الفرق الثلاث فنفوا عن الله ماهو فعله بلا مرية نحو موت الأولاد ومرض الأجساد وما أشبه ذلك. وأضافوا إليه تعالى ما هو فعل للعباد بلا شك نحو الجراحات التي تحصل في