الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال
  والثانية أن المسلم إذا أصابه الجدري أو الجرب فأثر في جسمه حروقاً أو ظهر فيه أثاراً فإن هؤلاء المطرفية الجهلة ينفون ذلك عن الله سبحانه ويزعمون أنهم ينزهونه عن فعله، فإذا اجتمع جماعة من الرماة البغاة فرموه بالسهام الوافرة حتى خرقوا جميع يديه قالت المطرفية حينئذ جميع هذه الخروق والآلام الحاصلة في يديه بالرمي من فعل الله سبحانه قولا ظاهراً بينهم لايتحاشون منه بل يتظاهرون عليه وعلتهم في ذلك ما قدمنا ذكره من قولهم، فعل العبد لا يعدوه. ولاشك في أنهم لو قلبوا لأصابوا ولو جمعوا بين الأمرين في النفي والإثبات لكانوا قد أصابوا في البعض ولكنهم قوم يجهلون.
  والثالثة أن المسلم إذا أصابه جراح في يديه [كالنتت] أو الدملي وسائر القدوح فإن المطرفية تنفي ذلك عن الله سبحانه بزعم أنها تنزهه عن فعله، وربما يقولون أنه جور وظلم. فإذا أصابه ما هو أعظم من ذلك من الجراح الحاصلة بضرب السيوف وطعن الرماح وغير ذلك قالت المطرفية حينئذ جميع تلك الجراحات فعل الله سبحانه وحده لاعتمادهم على أن فعل العبد لا يعدوه ولا يوجد من الظالم عندهم فعل في المظلوم أصلاً. فعندهم أن الله سبحانه لا يجوز منه أن يكون أصاب أمير المؤمنين # بوجع في رأسه ولا يجوز أن يبتليه بجرح يقع في رأسه ابتداء من دملي أو نتت أو غير ذلك. ولكنه لما ضربه ابن ملجم اللعين [قالوا] الآن حصحص الحق. ونسبوا جميع ما وقع في رأسه من جرح وألم إلى الله سبحانه وقضوا بأنه فعله وليس بفعل لابن ملجم وقالوا