خلاصة الفوائد،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

[الأدلة السمعية]

صفحة 64 - الجزء 1

  فإذا ثبت ذلك صح ترادف الأدلة العقلية والسمعية وتعاضدها⁣(⁣١) على أن العباد هم المحدثون لأفعالهم.

  وأن الله تعالي ليس بخالق لها ... وعلمنا بذلك أن الآيات المتضمنة لذكر خلق الله تعالى لجميع الأشياء قد خرجت منها أفعال العباد، بما ذكرنا من الأدلة المخصصة عقلاً وسمعاً.

  وقول من يقول منهم: إن أفعال العباد وإن كانت خلقاً لله تعالى فإنها كسب للعباد، فلأجل اكتسابهم لها صح الأمر بها والنهي عنها، والمدح عليها والذم، والثواب عليها والعقاب، وصح تسميتها أعمالاً وأفعالاً، ولم يصح شيء من ذلك في ألوانهم وصورهم لما لم يكن كسباً، ولهذا افترقت الأفعال والصور والألوان! ... فإنه غير صحيح لأنا نقول إن أردت بالكسب ما هو المعقول المعروف عند أهل اللغة، وهو إحداث الفعل الذي يجتلب به نفع أو يدفع به ضرر عن


(١) في ب وتعاضدهما، قال في المنجد العضد الناحية والناصر والمعين: وتعاضدوا تعاونوا. (ترتيب القاموس ج ٣ ص ٢٣٥).