الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  يستطاع العلم براحة الجسم، وفي الحديث: «حفت الجنة بالمكاره»(١) وقد قيل:
  تريدين إدراك المعالي رخيصة ... ولابد دون الشهد من إبر النحل
  وكما قيل:
  لا تحسب المجد تمراً أنت آكله ... لا تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
  وقال الشافعي |: (حق على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من العلم، والصبر على كل عارض دون طلبه، وإخلاص النية لله في إدراك علمه نصاً واستنباطاً، والرغبة إلى الله تعالى في العون عليه).
  وقال الربيع(٢): لم أر الشافعي آكلاً بنهار، ولا نائماً
(١) أخرجه أحمد في مسنده ٣/ ١٥٣، ٢٥٤، ٢٨٤، وأبو يعلى ٦/ ٣٣ برقم (٣٢٧٥)، وأخرجه مسلم برقم (٢٨٢٢)، والترمذي برقم (٢٥٦٢).
(٢) هو: الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي. بالولاء المصري، أبو محمد صاحب الإمام الشافعي وراوي كتبه، توفي بمصر سنة ٢٧٠ هـ (الأعلام ٣/ ١٤).