الفصل الأول في آداب العالم في نفسه
  قال الحميدي(١) وهو تلميذ الشافعي(٢): صحبت الشافعي من مكة إلى مصر، فكنت أستفيد منه المسائل، وكان يستفيد مني الحديث.
  وقال أحمد بن حنبل(٣): قال لنا الشافعي: أنتم أعلم بالحديث مني، فإذا صح عندكم الحديث فقولوا لنا حتى نأخذ به، وصحت رواية جماعة من الصحابة عن التابعين، وأبلغ من ذلك كله قراءة رسول الله ÷ على أبي وقال: أمرني الله أن أقرأ عليك: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا}، قالوا: من فوائده أن لا يمتنع الفاضل [من](٤) الأخذ عن المفضول.
  الثاني عشر: الإشتغال بالتصنيف، والجمع والتأليف، لكن مع تمام الفضيلة وكمال الأهلية، فإنه يطلع على حقائق
(١) هو: عبد الله بن الزبير الحميدي الأسدي، أبو بكر، أحد الأئمة في الحديث، من أهل مكة، رحل منها مع الإمام الشافعي إلى مصر ولزمه إلى أن مات، توفي بمكة سنة ٢١٩ هـ (الأعلام ٤/ ٨٧).
(٢) تقدمت ترجمته.
(٣) تقدمت ترجمته.
(٤) زيادة في (أ).