آداب العلماء والمتعلمين،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الفصل الأول في آداب العالم في نفسه

صفحة 46 - الجزء 1

  اعتناؤه بما لم يسبق إلى تصنيفه، بأن لا يكن ثم ما يغني عن تصنيفه في جميع أساليبه، وليتحرّ إيضاح العبارة في تأليفه، معرضاً عن التطويل الممل، والإيجاز المخل، مع إعطاء كل مصنف ما يليق به، ولا يخرج تصنيفه من يده قبل تهذيبه، وتكرير النظر فيه وترتيبه، ومن الناس من ينكر التصنيف والتأليف في هذا الزمان، على من ظهرت أهليته، وعرفت معرفته، ولا وجه لهذا الإنكار إلا التنافس بين⁣(⁣١) أهل الأعصار، ولله در القائل:

  قل لمن لا يرى المعاصر⁣(⁣٢) شيئاً ... ويرى للأوائل التقديما

  إنّ ذاك القديم كان جديداً ... وسيبقى هذا الجديد قديما

  والمتصرف في مداده وورقه بكتابة ما شاء من أشعار، أوحكايات مباحة أو غير ذلك، لا ينكر عليه، فلِمَ إذا تصرف


(١) في (أ): من.

(٢) في (ب): المعارض.