الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  ابن عمر(١) مرفوعاً، وللطبراني في (الكبير) عن ابن عباس(٢) نحوه مرفوعاً، ويكون جلوسه بسكينة ووقار، وتواضع وخشوع متربعاً أو غير ذلك مما لا يكره من الجلسات، ولا يجلس مقعياً ولا مستوفزاً، ولا رافعاً إحدى رجليه على الأخرى، ولا ماداً رجليه أو إحداهما من غير عذر، ولا متكئاً على يديه إلى جنبه، أو وراء ظهره، وليصن بدنه عن الزحف، والتنقل عن مكانه، ويديه عن العبث والتشبيك بهما، وعينيه عن تفريق النظر من غير حاجة، ويتقي المزاح وكثرة الضحك، فإنه يقلل الهيبة، ويسقط الحشمة، كما قيل: من مزح استخف به، ومن أكثر من شيء عرف به،
(١) هو: عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن، صحابي، من المكثرين في الرواية، هاجر مع أبيه وشهد الخندق وبيعة الرضوان، توفي سنة ٧٤ هـ (معجم رجال الاعتبار صـ ٢٦٢).
(٢) هو: عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم، أبو العباس، صحابي جليل، من أكابر العلماء في الفقه والحديث والتفسير في صدر الإسلام، وهو ابن عم النبي ÷، ولد بمكة ونشأ بها فلازم النبي وروى عنه، وصحب الجيش الإسلامي في بعض الفتوحات، ومن آثاره (تفسير القرآن) وهو أول تفسير لكتاب الله لغوياً، وله أيضاً: (غريب القرآن)، انظر (المصدر =