الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  ولا يدرس في وقت جوعه أو عطشه، أو همه أو غضبه، أو نعاسه أو قلقه، ولا في حال برده المؤلم، أو حرّه المزعج، فربما أجاب أو أفتى بغير الصواب، ولأنه لا يتمكن مع ذلك من استيفاء النظر.
  الثالث: أن يجلس بارزاً لجميع الحاضرين، موقراً فاضلهم بالعلم والسن، والصلاح والشرف، وترفعهم على حسب تقدمهم في الإمامة، ويتلطف بالباقين، ويكرمهم بحسن السلام، وطلاقة الوجه ومزيد الإحترام، ولا يكره القيام لأكابر أهل الإسلام على سبيل الإكرام، وقد ورد إكرام العلماء وإكرام(١) طلبة العلم في نصوص كثيرة، ويلتفت إلى الحاضرين التفاتاً قسطاً بحسب الحاجة، ويخص من يكلمه أو يسأله، أو يبحث معه على الوجه عند ذلك بمزيد التفات إليه وإقبال عليه، وإن كان صغيراً وضعيفاً، فإن ترك ذلك من أفعال المتجبرين المتكبرين.
  الرابع: أن يقدم على الشروع في البحث والتدريس
= السابق صـ ٢٥٩).
(١) إكرام، زيادة في (ب).