الفصل الثاني في آداب العالم في درسه
  يخاف من سقوطه من أعين الحاضرين، ولا يخاف من سقوطه من نظر رب العالمين، وهذه جهالة ورقة دين، وربما يشتهر خطؤه بين الناس، فيقع فيما فرَّ منه، ويتصف عندهم بما احترز عنه، وقد أدّب الله تعالى العلماء بقضية موسى مع الخضر @ حين لم يرد موسى العلم إلى الله ø، لما سُئل: هل أحد في الأرض أعلم منك؟
  العاشر: أن يتودد لغريب حضر عنده، ويبسط له لينشرح صدره، فإن للقادم دهشة، ولا يكثر الإلتفات والنظر إليه استغراباً له، فإن ذلك يخجله، وإذا أقبل بعض الفضلاء وقد شرع في مسألة أمسك عنها حتى يجلس، وإن جاء وهو يبحث في مسألة أعادها له أو مقصودها، وإذا أقبل فقيه وقد بقي لفراغه، وقيام الجماعة بقدر ما يصل الفقيه إلى المجلس فليؤخر تلك البقية، ويستغل عنها ببحث أو غيره، إلى أن يجلس الفقيه، ثم يعيدها أو يتم تلك البقية كيلا يخجل المقبل بقيامهم عند جلوسه.