الفصل الثالث في آداب العالم مع طلبته
  بتصوير المسائل وتوضيحها بالأمثلة وذكر الدلائل، ويقتصر على تصوير المسألة وتمثيلها، لمن لم يتأهل لفهم مأخذها ودليلها، ويذكر الأدلة والمآخذ لمحتملها، ويُبين له معاني أسرار حكمها وعللها، وما يتعلق بتلك المسألة من فرع وأصل، ومن وَهِم فيها في حكم أو تخريج، أو نقل بعبارة حسنة الأداء بعيدة عن تنقيص أحدٍ من العلماء، ولا يمتنع من ذكر لفظة يُستحيا من ذكرها عادة إذا احتيج إليها، ولم يتم التوضيح إلا بذكرها، فإن كانت الكناية تفيد معناها، وتحصل(١) مقتضاها تحصيلاً بيناً لم يصرح بذكرها، بل يكتفي بالكناية عنها، وكذلك إذا كان في المجلس من لا يليق ذكرها بحضوره لحيائه أو لجفائه، فيكنى عن تلك اللفظة، ولهذه المعاني واختلاف الحال ورد في حديث النبي ÷ التصريح تارة والكناية أخرى.
  السابع: إذا فرغ الشيخ من شرح درس، فلا بأس بطرح مسائل تتعلق به على الطلبة، يمتحن بها فهمهم وضبطهم لما شرح لهم، فمن ظهر استحكام فهمه له بتكرار الإصابة في
(١) في (ب): وتحصيل.