الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته
  وليدع رأيه، فخطأ مرشده أنفع له(١) من صوابه في نفسه.
  الثالث: أن ينظره بعين الإجلال، ويعتقد فيه درجة الكمال، ويوقره ويعظمه، فإن ذلك أقرب إلى نفعه به.
  قال بعضهم: حسن الأدب ترجمان العقل، ومراعاة الأدب فيما بين المحققين مقدم على غيره، ألا ترى كيف مدح الله أهله وشرف محلهم بقوله: {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ٣}[الحجرات: ٣] وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه، ولا يناديه من بعد، بل يقول: يا سيدنا، ويا مولانا ونحو ذلك، وما تقولون في كذا، وما رأيكم في كذا، وشبه ذلك، ولا يسميه في غيبته باسمه إلا مقروناً بما يشعر بتعظيمه، نحو قال الشيخ الأستاذ، أو قال شيخنا، أو قال مولانا، ونحو ذلك.
  الرابع: أن يعرف له حقه ولا ينسى له فضله، فعن أبي
(١) له، سقط من (ب).