الفصل الخامس في آداب المتعلم مع شيخه وقدوته وما يجب عليه من عظيم حرمته
  أمامة الباهلي(١) مرفوعاً: «من علًّم عبداً آية من كتاب الله فهو مولاه»(٢)، ومن ذلك أن يعظم حضرته، ويرد غيبته، ويغضب بها، فإن عجز عن ذلك قام وفارق ذلك المجلس.
  وينبغي أن يدعو له مدة حياته، ويرعى ذريته وأقاربه، وأولاده بعد وفاته، ويتعاهد زيارة قبره، والاستغفار له(٣) والصدقة عنه، ويسلك في الهدى والسمت مسلكه، ويتأدب بآدابه، ولا يدع الاقتداء به.
  الخامس: أن يصبر على جفوة تصدر من شيخه أو سوء خلق، ولا يصده ذلك عن ملازمته وحسن عقيدته، ويتأول أفعاله التي يظهر أن الصواب خلافها على أحسن تأويل، ويبدأ هو عند جفوة الشيخ بالإعتذار، والتوبة مما وقع
(١) هو: صدي بن عجلان بن وهب الباهلي، أبو أمامة، صحابي، كان مع الإمام علي في صفين، سكن الشام. توفي بأرض حمص سنة ٨١ هـ، له ٢٥٠ حديثاً (الأعلام ٣/ ٢٠٣).
(٢) الحديث في المعجم الكبير للطبراني ٨/ ١٣٢، وفي مجمع الزوائد ١/ ١٢٨، وفي كنز العمال برقم (٢٣٨٤) وفي غيرها، انظر: (موسوعة أطراف الحديث ٨/ ٤٠١).
(٣) له، سقط من (أ).