خائبين، بمنِّك وفضلك يا أرحم الراحمين.

دعاء وداع رسول الله ÷:

  السلام عليك يا رسول الله، سلام مودعٍ، لا قالِّ ولا مالِّ ولا سائمٍ للمقام عندك، ولا مستبدل بك سواك، بل على ولاية لك مني، ومحبة صادقة لك من قلبي، وإيماناً بك، وتصديقاً لك فيما أخبرت به عن ربك، وعن علم حقيقي بنبوءتك ورسالتك، ومعرفة يقينية أنك قد بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، واجتهدت في النصيحة، ونصحت الأمة.

  فجزاك الله عنا أفضل الجزاء، والحقنا بك من الصالحين، وكافاك عنا أفضل ما كافا نبيئاً عن أمته، ورسولاً عمن أرسل إليه.

  وأسال الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد بزيارتك يا رسول الله، ومن حضور مشاهدك ومواقفك، والتوسل إلى الله تعالى بك، وبعترتك الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.

  وأسال الله خير مسؤول، وأكرم مأمول، أن يتقبل مزارنا، ويتولى أعمالنا، ويغفر ذنوبنا، ويدخلنا يوم القيامة في شفاعتك، ويحشرنا في زمرتك، ويُوردَنَا حوضك، ويسقينا بكأسك، ويجعل مأوانا إلى جنتك، ولا يردَّنا خائبين، ولا مقبوحين.

  وأن يقبلنا مفلحين مُنْجِحِين قد استجاب دعاءنا، وغَفَرَ ذنوبنا، وزكَي أعمالنا، وقَبِلَ مزارنا، وشَكَرَ سعينا، ورَدَّنا بأفضل ما ينقلب به وافد، وخير ما يرجع به زائر، وأكرم ما يؤب به راجع، وأكثر ما ينصرف به داع، إنك قريب مجيب سميع الدعاء، لطيف لما تشاء.

  اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد عدد ما خلقت، وزنة ما خلقت، وملء ما خلقت، وملء ما علمت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم