[الصيغة الثامنة]
  والمحك والتباس البُهم وترادف الظلم وذيوع التظالم في جميع الأمم - نوراً من أَفضلِ ما تقدمه من الأنوار، وحاكماً بين خلقِكَ باعدلِ معيار، ومخبراً بوحيِك إليه عن الأسرار، ومذلاً لكلِ عاتٍ جبار، ومَوضعاً للإِنْبَاءِ عنك، والإِخبارِ بالصدق عن الحق الغائب عن الحواسِ والأَسماعِ والأَبصار من الوعد والوعيد والجنة والنار، هادياً من الضلالةِ معلماً من الجهالةِ، حبلك إلى النجاةِ المتين وعُروَتُكَ الوثقى لمن تمسك بها من المتمسكين، رحيماً بالمساكين والمؤمنين، شديداً على الكافرين والمنافقين، عزيزاً عليهِ عَنَتُ العَانِتين والعاندين، فصدعَ بأمرِكَ وبلَّغ رسالَتكَ، ودلَّ على آياتِكَ وأَوضحَ إلى محبتك السبيل، وأَقامَ الحُجةَ على من عصاك، وبيَّن لهم الدليل، غير شاكٍّ فيما به إليه أوحيتَ، ولا مقصراً في شكرِ ما أعطيتَ، ولا متحيراً فيما أعلمتَ، ولا ساخطاً فيما به حكمتَ، ولا تارك أحكام ما أحكمتَ وبه أمرتَ، شاهراً فيك سيف عدلك ونقمتك، باذلاً نفسه عند غلظ محنتك،