مختارات من ذخائر الأذكار والاستغفار،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

دعاء كميل

صفحة 174 - الجزء 1

  يسيرٌ بقاؤهُ قصيرٌ مدّتُهُ، فكيفَ احتمالي لبلاءِ الآخرة وجليلِ وقوعِ المكارِهِ فيها، وهو بلاءٌ تطولُ مدته، ويدومُ مقامُهُ، ولا يُخَفّفُ عن أهلِهِ، لأنّه لا يكونُ إلا عن غضبِكَ وانتقامِكَ وسَخَطِكَ، وهذا ما لا تقومُ له السماواتُ والأرضُ، يا سيدي فكيفَ بي وأنَا عبدُكَ الضعيف، الذليلُ الحقيرُ المسكينُ المُسْتكين، يا إلهي وربي وسَيدي ومَولاي، لأيِ الأمورِ ليكَ أشكو، ولما مِنها أضجُ وأَبكي، لأليمِ العذابِ وشدّتِهِ، أو لطولِ البلاءِ ومُدّتِهِ، فلئن صيَّرتَنِي في العُقُوباتِ مع أعدائِكَ، وجمعتَ بيني وبينَ أهلَ بلائِكَ، وفرّقْتَ بيني وبينَ أحبّائِكَ وأَوليائِكَ، فهبني يا إِلهي وسَيدي ومَوْلاي ورَبّي، صبرتُ على عذابِكَ فكيفَ أصبِرُ على فِرَاقِكَ، وهبني صَبرتُ على حرّ نارِكَ فكيفَ أصبِرُ عن النّظَرِ إلى كرامَتِكَ، أم كيفَ أسكُنُ في النّارِ ورجائي عَفوُكَ، فبعزّتِكَ ياسيدي ومولاي أُقسِمُ صادقاً، لئن تركتَنِي ناطقاً لأَضِجنَّ إليكَ من بينِ أهلِهَا ضجيجَ الآملين، ولأصرُخَنَّ إليكَ صُراخ المُستصرخِين، ولأبكيَنَّ عليكَ بُكَاءَ الفاقدين،