مختارات من ذخائر الأذكار والاستغفار،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

دعاء كميل

صفحة 175 - الجزء 1

  ولأُنَادِينَّكَ، أينَ كنتُ يا ولي المؤمنين، يا غَايَةَ آمالِ العارِفِين، ياغِيَاثَ المُسْتَغِيثُين، ويا حبيبَ قُلوبِ الصّادقين ويا إلهَ العالمين، أَفَتُرَاكَ سُبحانَكَ يا إلهي وبِحَمْدِكَ تسمعُ فيها صوتَ عبدٍ مسلمٍ سُجِنَ فيها بِمُخَالَفَتِهِ، وذَاقَ طَعمَ عذابِهَا بِمَعصِيَتِهِ، وحُبِسَ بينَ أَطباقِهَا بِجُرمِهِ وجَرِيرَتِهِ، وهو يضِجُ إليكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحَمتِكَ، ويُناديكَ بلسانِ أهلِ توحيدِكَ، ويتَوَسّلُ إليكَ بربوبيّتِكَ، يا مولاي فكيفَ يبقى في العذابِ وهو يرجو ما سَلَفَ من حِلمِكَ، ورأفَتِك ورحَمتِكَ، أم كيفَ تؤلمه النّارُ وهو يأمُلُ فضلَكَ ورَحَمتِكَ، أم كيفَ يحرقه لَهَبها وأنتَ تسمعُ صوتَهُ وتَرى مكانَهُ، أم كيفَ يشتَمِلُ عليهِ زفيرها، وأنتَ تعلمُ ضعفَهُ، أم كيفَ يتغلغلُ بينَ أطباقِهَا، وأنتَ تعلمُ صِدقَهُ، أم كيفَ تزجُرُهُ زبانيتُها وهو يُناديك يا ربّه؟ أم كيفَ يرجو فضلَكَ في عِتْقهِ منها فَتَتْركَهُ فيها، هيهات ما هكذا الظنُ بِكَ، ولا المعروفُ من فضلِكَ، ولا مشبهٌ لما عامَلتَ به الموحدين من بِرِّكَ وإحسانِكَ، فباليقينِ أقطعُ لولا ما حكمتَ بهِ من تعذيبِ جاحِدِيك، وقضيتَ بهِ