مختارات من ذخائر الأذكار والاستغفار،

القاسم بن أحمد المهدي (معاصر)

تقديم

صفحة 6 - الجزء 1

  ملاذ أمين، وقرار مكين، تحف به الرحمة، وتحيط به السكينة.

  وإذا تأملنا في مفرداتها وجدناها مليئة بالمعاني السامية، مشحونة بالضمائر الموحية بقوة الإتصال بين العباد الصادقين وخالقهم العظيم، فهو يقول جلَّ شأنه: {إِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي} ولم يقل إذا سألك الناس إنما قال: {عِبَادِي} ليخصص نوعية العلاقة بين السائل والمسؤول.

  فعباد الله يرتبطون بالله من موقع الإحساس الكامل بالعبودية المطلقة له، ولذا يدعونه بقلوب مخلصة متحركة، فيكافئهم الله نظير ذلك بالقرب الدائم والإستجابة المستمرة فيقول جل شأنه: {فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} ليؤكد تأكيداً لا مجال للشك فيه قرب الإتصال وديمومته، ومعززاً قوته: {فَإِنِّي} ثم بالصفة دون الفعل {قَرِيبٌ} ثم بالفعل {أُجِيبُ} ليكون ذلك دليلاً على لاتصال، واستمرارية القرب بينه وبين عباده المخلصين.