تصدير
  ولقد حظينا بزيارة السيد احمد الحسيني حفظه اللّه أثناء إقامته بصنعاء والتعارف، ودار الحديث بيننا المتشعب المفيد، كما ترك في أنفسنا صورة جميلة تدعو إلى الإكبار والإعجاب بأعماله القيمة ومؤلفاته المفيدة للأمة الاسلامية في عدة مجالات، منها كتابه الجليل المسمى (مؤلفات الزيدية)، فقد أثبت ودوّن فيه مما تم له الوقوف عليه زهاء أسماء ثلاثة آلاف مؤلّف فصاعدا مما تقدم زمنها وتأخر ومما طبع منها وما لم يطبع، وهو مجهود قيم عظيم، لا سيما ما استطرد من ذكر لمؤلفيها التي ألقى الأضواء فيها على حياتهم وما يتصل بها مما يستفيد منه القراء كثيرا والواقفون، ويكشف لهم عمّا يهمهم الوقوف عليه ويريدون.
  ولعمر الحق إن الحاجة ماسّة إلى هذا المؤلف العظيم وسائر مؤلفاته لدى المعاصرين والغابرين ما بقي في الناس علماء وعشاق للمعرفة والإفادة والاستفادة، لا سيما ما يتعلق بالفرقة الزيدية، فان أكثر الناس بين جاهل أمرها أو متجاهل، فهي بالنسبة لهؤلاء الكنز الثمين الذي لم يهتدوا إليه ولا كلفوا أنفسهم أي عناء يذكر في سبيل معرفته والإمعان في حقيقته الناصعة، فلربما تعرفوا عليه من خلال كلام خصومهم وبحسب فهومهم البعيدة عن الإنصاف الجانحة إلى الاعتساف، ولو وقفوا على الحقيقة التي لا يشوبها تشويش ولا تلبيس لتغيرت النظرات وتقشعت الأوهام وتبدد الظلام وعاش الجميع في صفاء ووئام واستحقوا دخول الجنة بسلام.
  فقد كان الباعث على تكاثر الناس ضدهم ومناصبتهم العداء الشديد، هو أنهم كانوا أنصارا لعلي # في جهاده لمخالفيه والخارجين عليه، وأنصارا لابنه الحسن السبط بعد ذلك، ومتعاطفين مع أخيه الحسين سيدي شباب أهل الجنة، ثم مع أولادهم الذين امتحنوا بتغلب الأمويين والعباسيين وبطشهم بهم