تصدير
  ولا يعزز علاقة مع الله تعالى، ولا يقوي الخشية منه تعالى، إذ هو في آخر الأمر مواد قانونية لا أكثر ولا أقل. وليس هذا تقليلاً من شأنه، ولا من أهميته، ولا من فضل وأجر العاملين فيه وبه، ولا ننكر أنه قد ورد في طلب العلم الشرعي فضل خاص، ولكن هذا أمر، وأن نجعل ذلك العلم مرادفاً أو جزءاً للعلم الشرعي الفقهي أمر غير دقيق.
  إن أولي العلم أولئك هم كل من أعمل عقله في الوجود، باختلاف التخصصات العلمية التي ينتمون إليها، والمشترك بينهم كلهم هو العقل، والتميز بينهم إنما في القدرة إلى إعماله، وعلى الاسترشاد بالقرآن الكريم في ذلك.
  وهنا لا أريد أن يُظن أننا ننكر دور الإلهام الرباني، ولكن الإلهام إما فكرة، وإما ترسيخاً لفكرة، وتعميقاً لها. فإذا كان فكرة، فلا بد من أن يكون لتلك الفكرة مستندٌ عقليٌ تُقامُ وفقه، وإلا لما تميزت عن الوسوسة أو الخاطر. وإذا كان الإلهام ترسيخاً لفكرة وتعميقاً لأثرها فهي ليست علماً لأنها لا تضيف معلومة، وإنما هي رحمة إلهية زادت بها شَّدةُ تمثل الفكرة