الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

تصدير

صفحة 11 - الجزء 1

  ركعتان من عالم يكون لها المضمون الأساسي الذي بسببه أصلاً شرعت الصلاة وغيرها من العبادات.

  وإذا أخذنا عبادة سيد الأولين والآخرين الرسول الخاتم ~ وعلى آله فإننا سنجد أنفسنا أمام عبادة قليلها خير من عبادة الجن والإنس، وعبادة النبي لم تتقدم على عبادة غيره من حيث كميتها وإنما من حيث مضمونها؛ حيث إنها كانت عبادة عالم بالله تعالى عارف به، ويمكن أن نتصور عباداً فاقوا النبي ~ وآله في عدد الركعات اليومية، أو الصيام، أو الحج، أو الصدقة والزكاة، ولكن لا يمكن أن تصدر تلك الأعمال عن فكر كفكر النبي صلى الله علييه وآله وسلم.

  وتجدر الإشارة هنا إلى أن العالم الذي عبادته خير من الجاهل، وأيضاً أولو العلم الذين شهدوا لله تعالى، هم ليسوا فقط الفقهاء والمجتهدين وعلماء أصول الفقه. بل كم من فقيه مجتهد فحل في الأصول وغيرها من علوم الشريعة وهو يجهل تلك القضايا. وبالتالي فإن العلم الذي به صار أُولو العلم، ليس الفقه، فالفقه من أوله إلى آخره لا يقدم علماً بالله تعالى،