الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # في الاعتراف وطلب التوبة من الله تعالى

صفحة 115 - الجزء 1

  أَتُوبُ إِلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا تَوْبَةَ نَادِمٍ عَلَى مَا فَرَطَ مِنْهُ، مُشْفِقٍ⁣(⁣١) مِمَّا اجْتَمَعَ عَلَيْهِ، خَالِصِ الْحَيَاءِ مِمَّا وَقَعَ فِيْهِ، عَالِمٍ بِأَنَّ الْعَفْوَ عَنِ الذَّنْبِ الْعَظِيمِ لاَ يَتَعاظَمُكَ، وَأَنَّ التَّجَاوُزَ عَنِ الإِثْمِ الْجَلِيْلِ لاَ يَسْتَصْعِبُكَ، وَأَنَّ احْتِمَالَ الْجِنَايَاتِ الْفَاحِشَةِ لاَ يَتَكَأَّدُكَ⁣(⁣٢) وَأَنَّ أَحَبَّ عِبَادِكَ إِلَيْكَ مَنْ تَرَكَ اْلاسْتِكْبَارَ عَلَيْكَ، وَجَانَبَ الإِصْرَارَ، وَلَزِمَ الاسْتِغْفَارَ؛ وَأَنَا أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ أَسْتَكْبِرَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ أُصِرَّ؛ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا قَصَّرْتُ فِيهِ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلَى مَا عَجَزْتُ عَنْهُ.

  اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لِي مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَكَ، وَعَافِنِي مِمَّا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، وَأَجِرْنِي مِمَّا يَخَافُهُ أَهْلُ الإِسَاءَةِ، فَإِنَّكَ مَلِيءٌ بِالْعَفْوِ، مَرْجُوٌّ لِلْمَغْفِرَةِ، مَعْرُوفٌ بِاْلتَّجَاوُزِ؛ لَيْسَ لِحَاجَتِي مَطْلَبٌ سِوَاكَ، وَلاَ لِذَنْبِي غَافِرٌ غَيْرُكَ؛ حَاشَاكَ، وَلاَ أَخَافُ عَلَى نَفْسِي إِلاَّ إيَّاكَ؛ إِنَّكَ أَهْلُ اْلتَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ؛ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْضِ


(١) مشفق: خائف.

(٢) لا يتكأدك: لا يصعب عليك.