الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # إذا استقال من ذنوبه أو تضرع في طلب العفو عن عيوبه

صفحة 129 - الجزء 1

  إِلَيْكَ، وَلا تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ وَقَدِ انْتَصَبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ. أَنْتَ الَّذِي وَصَفْتَ نَفْسَكَ بِالرَّحْمَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَارْحَمْنِي؛ وَأَنْتَ الَّذِي سَمَّيْتَ نَفْسَكَ بِالعَفْوِ فَاعْفُ عَنِّي.

  قَدْ تَرَى يَا إلَهِي فَيْضَ دَمْعِي مِنْ خِيفَتِكَ، وَوَجِيبَ⁣(⁣١) قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وَانْتِقَاضَ⁣(⁣٢) جَوَارِحِي مِنْ هَيْبَتِكَ؛ كُلُّ ذَلِكَ حَيَاءً مِنْكَ لِسُوْءِ عَمَلِي، وَلِذَاكَ خَمَدَ صَوْتِي عَنِ الْجَأْرِ⁣(⁣٣) إِلَيْكَ، وَكَلَّ لِسَانِي عَنْ مُنَاجَاتِكَ يَا إِلهِي فَلَكَ الْحَمْدُ، فَكَمْ مِنْ عَائِبَةٍ سَتَرْتَهَا عَلَيَّ فَلَم تَفْضَحْنِي، وَكَمْ مِنْ ذَنْبٍ غَطَّيْتَهُ عَلَيَّ فَلَمْ تَشْهَرْنِي، وَكَمْ مِنْ شَائِبَةٍ⁣(⁣٤) أَلْمَمْتُ⁣(⁣٥) بِهَا فَلَمْ تَهْتِكْ عَنِّيْ سِتْرَهَا، وَلَمْ تُقَلِّدْنِي مَكْرُوهَ شَنَارِهَا⁣(⁣٦) وَلَمْ تُبْدِ سَوْءاتِهَا لِمَنْ يَلْتَمِسُ مَعَايِبِي مِنْ جِيْرَتِي وَحَسَدَةِ نِعْمَتِكَ عِنْدِي، ثُمَّ لَمْ يَنْهَنِي


(١) وجيب: خفقان.

(٢) انتقاض: انحلال.

(٣) الجأر: رفع الصوت بالاستعانة.

(٤) شائبة: عيب ودنس.

(٥) ألممت بها: عملتها.

(٦) لم تقلدني مكروه شنارها: لم تلزمني مكروه عارها ... كلزوم القلادة للعنق. والشنار: العار.