الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # لأهل الثغور

صفحة 181 - الجزء 1

  دَابِرَهُمْ، وَتَحْصُدُ بِهِ شَوْكَتَهُمْ؛ وَتُفَرِّقُ بِهِ عَدَدَهُمْ.

  اللَّهُمَّ وَامْزُجْ مِيَاهَهُمْ بِالْوَبَاءِ، وَأَطْعِمَتَهُمْ بِالأَدْوَاءِ، وَارْمِ بِلاَدَهُمْ بِالْخُسُوفِ، وَأَلِحَّ عَلَيْهَا بِالْقُذُوفِ⁣(⁣١) وَافْرَعْهَا بِالْمُحُولِ⁣(⁣٢).

  وَاجْعَلْ مِيَرَهُمْ فِي أَحَصِّ أَرْضِكَ⁣(⁣٣) وَأَبْعَدِهَا عَنْهُمْ، وَامْنَعْ حُصُونَهَا مِنْهُمْ، أَصِبْهُمْ بِالْجُوعِ الْمُقِيمِ وَالسُّقْمِ الْأَلِيمِ.

  اللَّهُمَّ وَأَيُّمَا غَازٍ غَزَاهُمْ مِنْ أَهْلِ مِلَّتِكَ، أَوْ مُجَاهِدٍ جَاهَدَهُمْ مِنْ أَتْبَاعِ سُنَّتِكَ لِيَكُونَ دِينُكَ الأَعْلَى وَحِزْبُكَ الأَقوَى وَحَظُّكَ الْأَوْفَى فَلَقِّهِ الْيُسْرَ، وَهَيِّئْ لَهُ الْأَمْرَ، وَتَوَلَّهُ بِالنُّجْحِ، وَتَخَيَّرْ لَهُ الأَصْحَابَ، وَاسْتَقْوِ لَهُ الظَّهْرَ، وَأَسْبِغْ⁣(⁣٤) عَلَيْهِ فِي النَّفَقَةِ،


(١) ألح عليها بالقذوف: أدم رميها بالبلايا وأسباب الخراب.

(٢) أفرعها بالمحول: اقضِ عليها بأنواع الجدب وانقطاع المطر، والمحول: جمع محل، وهو الجدب وانقطاع المطر ويبس الأرض.

(٣) في أحصِّ أرضك: في أشد أرضك جدباً وقحطاً.

(٤) أسبغ: أوسع.