الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # لأهل الثغور

صفحة 182 - الجزء 1

  وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وَاطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ⁣(⁣١) وَانْسِهِ ذِكْرَ الأَهْلِ والْوَلَدِ، وأْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِيَّةِ⁣(⁣٢) وَتَوَلَّهُ بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ، وَاعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ، وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ، وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ، وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ⁣(⁣٣) وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ، فَإِذا صَافَّ⁣(⁣٤) عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ، وَصَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ، وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ⁣(⁣٥) وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ⁣(⁣٦) فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ⁣(⁣٧) عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ، وَبَعْدَ أَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الأَسْرُ، وَبَعْدَ أنْ تَأمَنَ


(١) غم الوحشة: حزن انقباض القلب من الانفراد عما يأنس به.

(٢) وأْثُرْ له حسن النية: اروِ له فضائل حسن النية أرشده إلى حسن النية حتى تصدق نيّته في الجهاد وتخلص لله تعالى.

(٣) ظعنه: سفره.

(٤) صافَّ: وقف في الصف المقابل له.

(٥) أدل له منهم: انصره عليهم.

(٦) لا تدلهم منه: لا تنصرهم عليه.

(٧) يجتاح: يهلك ويستأصل.