من دعائه # لأهل الثغور
  وَمَتِّعْهُ بِالنَّشَاطِ، وَاطْفِ عَنْهُ حَرَارَةَ الشَّوْقِ، وَأَجِرْهُ مِنْ غَمِّ الْوَحْشَةِ(١) وَانْسِهِ ذِكْرَ الأَهْلِ والْوَلَدِ، وأْثُرْ لَهُ حُسْنَ النِيَّةِ(٢) وَتَوَلَّهُ بِالْعَافِيَةِ، وَأَصْحِبْهُ السَّلاَمَةَ، وَاعْفِهِ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَلْهِمْهُ الْجُرْأَةَ، وَارْزُقْهُ الشِّدَّةَ، وَأَيِّدْهُ بِالنُّصْرَةِ، وَعَلِّمْهُ السِّيَرَ وَالسُّنَنَ، وَسَدِّدْهُ فِي الْحُكْمِ، وَاعْزِلْ عَنْهُ الرِّياءَ، وخَلِّصْهُ مِنَ السُّمْعَةِ، وَاجْعَلْ فِكْرَهُ وَذِكْرَهُ وَظَعْنَهُ(٣) وَإقَامَتَهُ فِيْكَ وَلَكَ، فَإِذا صَافَّ(٤) عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُ فَقَلِّلْهُمْ فِي عَيْنِهِ، وَصَغِّرْ شَأْنَهُمْ فِي قَلْبِهِ، وَأَدِلْ لَهُ مِنْهُمْ(٥) وَلاَ تُدِلْهُمْ مِنْهُ(٦) فَإنْ خَتَمْتَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ، وَقَضَيْتَ لَهُ بِالشَّهَادَةِ، فَبَعْدَ أَنْ يَجْتَاحَ(٧) عَدُوَّكَ بِالْقَتْلِ، وَبَعْدَ أَنْ يَجْهَدَ بِهِمُ الأَسْرُ، وَبَعْدَ أنْ تَأمَنَ
(١) غم الوحشة: حزن انقباض القلب من الانفراد عما يأنس به.
(٢) وأْثُرْ له حسن النية: اروِ له فضائل حسن النية أرشده إلى حسن النية حتى تصدق نيّته في الجهاد وتخلص لله تعالى.
(٣) ظعنه: سفره.
(٤) صافَّ: وقف في الصف المقابل له.
(٥) أدل له منهم: انصره عليهم.
(٦) لا تدلهم منه: لا تنصرهم عليه.
(٧) يجتاح: يهلك ويستأصل.