الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # متفزعا إلى الله ø

صفحة 185 - الجزء 1

من دعائه # متفزعًا إلى الله ø

  اللَّهُمَّ إِنِّي أَخْلَصْتُ بِانْقِطَاعِي إِلَيْكَ، وَأَقْبَلْتُ بِكُلِّي عَلَيْكَ، وَصَرَفْتُ وَجْهِي عَمَّنْ يَحْتَاجُ إِلَى رِفْدِكَ⁣(⁣١) وَقَلَبْتُ مَسْأَلَتِي عَمَّنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ فَضْلِكَ، وَرَأَيْتُ أَنَّ طَلَبَ الْمُحْتَاجِ إلَى الْمُحْتَاجِ سَفَهٌ مِنْ رَأيِهِ وَضَلَّةٌ مِنْ عَقْلِهِ.

  فَكَمْ قَدْ رَأَيْتُ يَا إلَهِيْ مِنْ أُناسٍ طَلَبُوا الْعِزَّ بِغَيْرِكَ فَذَلُّوا، وَرَامُوا الثَّرْوَةَ مِنْ سِوَاكَ فَافْتَقَرُوا، وَحَاوَلُوا الارْتِفَاعَ فَاتَّضَعُوا؛ فَصَحَّ بِمُعَايَنَةِ أَمْثَالِهِمْ⁣(⁣٢) حَازِمٌ⁣(⁣٣) وَفَّقَهُ اعْتِبَارُهُ وَأَرْشَدَهُ


(١) رفدك: صلتك وعطائك.

(٢) بمعاينة أمثالهم: معاينتهم، وجاء لفظ: أمثال، للمبالغة.

(٣) حازم: متقن الرأي، وضابط للأمر، آخذ فيه بالثقة.